عواقب وخيمة تنتظر مدينة انواذيبو إذالم يتم تدارك الخدمات الأساسية بالمدينة.

لماذا لم تبادر المنطقة الحرة بترميم عمبر السوق المركزي قبل الآن.. أليس هو ذاته السوق الذي ظل متهالكًا لعقود، يعاني الإهمال والتردي.. ألم يكن الأجدر بها إصلاحه وهو لا يزال تحت وصايتها، بدلًا من التحرك الآن، بعد أن أُعيدت وصاية الأسواق إلى البلدية بموجب القانون المعدل للصلاحيات؟.
ولماذا يكون الاستهداف موجّهًا إلى هذه الفئات الهشة والضعيفة تحديدًا – من أرامل، ومطلقات، وشباب يكسبون قوتهم بالكد الحلال – وفي هذا التوقيت الحرج، وقبيل شهر رمضان؟
ما الذي يدفع المنطقة الحرة إلى سباق محموم لإخلاء هؤلاء البسطاء، في وقت تعيش فيه المدينة ظروفًا اقتصادية خانقة؟
إن نواذيبو اليوم تواجه تحديات جسيمة: بطالة متفاقمة، وارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، وترديًا في الخدمات الصحية، وسوء إدارة، وتهميشًا واضحًا، وتعطيلاً للمصالح الخدمية والتنموية.
وإن لم يتم استدراك الوضع بسرعة عبر حلول جادة تُعيد الخدمات الأساسية إلى مسارها الصحيح، وتُفعّل اللامركزية، وتُسرّع تنفيذ القوانين الداعمة لذلك، فإن العواقب وخيمة.
إن تجاهل هذه الأزمات، والتمادي في السياسات الخاطئة، هو ما يفسر تصاعد موجة الاحتقان و الاحتجاجات التي تشهدها المدينة، وهو ذاته ما يبرر تنامي معدلات الجريمة في ظل تفاقم الأوضاع، وتزايد أعداد الأجانب الباحثين عن الهجرة غير الشرعية.
إن استمرار هذا النهج، دون تدخل عاجل ومسؤول، يهدد – لا قدر الله – السلم الأهلي والسكينة العامة، ويضع مستقبل المدينة أمام مفترق طرق خطير.
صوت الشعب