مال و أعمالمقالات

البطالة المشاكل والمتطلبات

بعد الإكتشافات الجغرافية تغير نمط التفكير والخريطة الدولية وهدم النظام الإقطاعي وظهرت الطبقة البرجوازية التجارية كذا المصانع و الشركات وشيدت المدن وطورت البنية التحتية وسعت الدول فازدهار اقتصادها .
بعيدا عن كل ذلك و على كثبان رملية عاش شعب لهم عادات وتقاليد مختلفة عن الجميع إذ يبلغ الرجل فيه من العمر عتيا ويظل عالة على أهله يصرفون عليه حتى يغنيه الله من فضله أو يأخذ أمانته دون أن يضجر معيله أو يتأفف ، تلك هي عادة شعب أبي سمي على مرة التاريخ بأبناء المنارة والرباط شنقيط أو موريتانيا حديثا بعد الاستقلال.
بعد أن وضع الرئيس المؤسس المختار ولد داداه أسس الدولة وسعى في تطوير وإنشاء دولة حديثة لها مقومات عصرية وبعد فترة الجفاف بالتحديد الذي أهلك الحرث والنسل والدواب وكاد أن يهلك العباد ، شهدت الدولة حركة جديدة وهجرة من البادية نحو المدينة ولأن حياة المدينة لها ضوابط غير تلك التي عهدها أبناء هذا الوطن وهو أن يقوم الفرد بنفسه ويسعى بتوفير قوته اليومي بيده دون معيل ، ظهر مفهوم جديد دخيل على مجتمع بدوي عُرِفَ بإتكالية أهله على بعضهم والتخفيف عن من لا يجد ما يسد رمقه حتى يغنه الله من فضله سمي بالبطالة.
يطلق هذا المفهوم على كل فرد من المجتمع يعيش عالة على غيره دون عمل يجني منه قوته ويسد به رمقه ويقضي حاجاته، وهي حالة يوصف بها كل من لا يجد عملا رغمُ محاولاته البائسة والدائمة في بحثه عنه.
وتعتبر البطالة من أهم المشاكل الراهنة في العالم إذ في فترة جائحة كورونا وبفعلها زاد نسبة العاطلين عن العمل بسبب الإغلاق الكلي للمؤسسات والمصانع والشركات حتى أن من ضمن بعضهم من سرح عمال لأسباب مالية .
ورغم الكم الهائل من المتخرجين مازالت نسبة البطالة في موريتانيا عالية جدا من ما يجعلنا نقوص لندرك سر زيادة هذي النسبة ومعرفة الأسباب الأساسية للبطالة في موريتانيا والتي تعتبر من أهمها :
– انخفاض القدرة على دعم قطاع الأعمال من جانب الحكومات الدولية وعدم مراجعة البنود مع الشركات ومحالة دمج شروط التوظيف وفرض نسبة معينة للأيادي الوطنية .
– زيادة أعداد الشباب المتخرجين و كذا القادرين على العمل.
– غياب التطوير المستمر للأفكار والمشروعات الحديثة .
– ارتفاع معدلات النمو السكاني مع انتشار الفقر.
– غياب التأثير السياسي على الوضع الإقتصادي وكذا طرح خطط جديد لإنشاء مشاريع تمتص البطالة.
– استبدال العمال بواسائل تكنولوجية حديثة مع التطور العلمي .
– الاستعانة بخبرات أجنبية وعدم الاستعانة بالخبرات الوطنية ومحاولة تكوينه .
ورغم أن الأسباب معروفة والحلول شبه موجودة إن وجدت إرادة سياسية تسعى لحلها هذه الظاهرة ولكن يبقى كل شيء بتمني مادامنا جيلا يعيش فالعالم الثالث ويرضى لنفسه البقاء في ذيل الأمم ولا يسعى لتطوير ذاته ولا وطنه .
وكي لا نظلم الدولة فقد سعت وزارة التشغيل والشباب والرياضة بالتعاون مع رجال الأعمال الموريتانيين و صندوق الإدخار والقرض على إطلاق مشاريع قد تساهم ولو قليل في مص هذا الكم الهائل من العاطلين عن العمل ولكن تبقى تلك المحاولة ضعيفة مقارنة بعدد المستفدين وعدد العاطلين وكذا عدد المشاريع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق