مقالات

موريتانيا .. كبيرة جغرافياً وصغيرة في أعين أبنائها

 

أثار تصريح ضابط مسؤول عن ملف الوفاق الوطني في مالي جدلاً واسعاً حين شبّه الدول بالقرى، قائلاً إن منها الكبيرة والصغيرة، وضرب مثلاً بموريتانيا كـ”دولة صغيرة”. والحقيقة أن ما قاله لا يستدعي أزمة دبلوماسية ولا ضجيجاً إعلامياً، فالرئيس الموريتاني نفسه سبق أن وصف بلده أمام قادة العالم بأنه “بلد صغير” من حيث عدد السكان والإمكانيات الاقتصادية.
– موريتانيا دولة شاسعة المساحة، غنية بالموارد، لكنها تظل محدودة في أعين الآخرين لأنها محدودة أولاً في أعين أبنائها.
– صغيرة أمام نخبها التي فضّلت الهجرة إلى المقاولات السريعة والصفقات العقارية بدل أن تكون في مواقع البحث العلمي، الطب، القانون والإدارة.
– صغيرة أمام طبقة سياسية اعتادت أن تقتات على معاناة الشعب دون خشية لله أو تعفف.
– صغيرة أمام عدالة غاب عنها القانون وحضر فيها منطق القوة، فصار الحلم بوطن عادل سبباً في السجن أو التهميش.
– صغيرة أمام مشاريع تنموية بمليارات الدولارات تحولت إلى أملاك شخصية لمجموعة من المفسدين في الخارج.
ومع ذلك، فإن موريتانيا ليست قدراً محتوماً على الصغر. هي بلد كبير بالمساحة، غني بالموارد، وموقعه الجيوستراتيجي يجعله نقطة وصل بين إفريقيا والعالم. لكن نهضتها لن تأتي إلا يوم يكبر أبناؤها في عيون أنفسهم، ويعيدون تعريف الانتماء لا كغنيمة، بل كرسالة ومسؤولية..
صبحكم الله بخير.
احمد جبريل عبدالله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق