أنا صاحب المتلازمة
خلقت من الجمال وترعرعت فيه ، أدركت في بداية حياتي أنني مختلف خلقا وخلقا عن الجميع، إذ وهبني الله قلبا أبيضا ناصعا يحب الخير ويسعى له، ولكن اختلافي يبدو أنه ليس في القلب فقط بل حتى في خلقتي إذ تشوهت أثناء انقسام خليتي ، يسميني البعض صاحب إعاقة وصاحب متلازمة ويطلق علي من يحبني صاحب متلازمة الحب ، نعم كبرت وأدركت نظرة البعض لي ، تهميش ، إزدراء لذاتي ولقدراتي ، تمسكت حينها بالحياة حين نظرت إلى وجه كل محب وعشقتها أكثر ، قاومت ذاتي من أجل ذاتي على أن أغير نظرة العالم من حولي ، وقفت وصحت بأعلى صوتي: نعم أنا المتشوه ، أنا صاحب متلازمة داون ، نعم أنا هو ، أنا القوي بذاتي، أنا من سيغير العالم إلى الأفضل والأحسن .
لم أبخل تقاسمت الحب مع الجميع و أصررت بأن يكون نقصي وتشوهي واختلافي نقاط قوة لي ، فتعبت وصبرت على ذاتي كي أنال جزاءً على ذلك من رب حنين يعلم ما بي وقلة حيلتي وهواني على الناس وآلام والدي، وهم يرون فلذات أكبادهم ينظر إليهم بإزدراءٍ وتكبر وكأنهم أرادوا أن يخلقوا على هذه الهيئة وهذه الصفة ، فوفقت حين أعلنت الأمم المتحدة عن يوم للإحتفال بي وبأصحابي، يوما سنجعله عيدا لأولنا ولمن أحبنا وآمنا بنا، ولنعرف فيه بأقراننا وبمتلازمتنا وليدرك الجميع بأننا لسنا عالة على المجتمع بل لبنة في تطويره .
فليست الممثلة لورين بوتر ولا سفير النوايا الحسنة كريس بيرك إلا دليل على صدق قوتنا وعزيمتنا على أن نكون قادة ومطورين وأصحاب مشروع تغيير وبناء.
عشت الكثير من الآلام وأحسست أكثر بالضياع حين غاب الكل عني ولم يعرف بي ولا بحالتي، وسعدت حين رأيت النظرة تتلاشى باطلاق حملات داخل المستشفيات تعرف بي وبحالتي وبضرورة رعايتي ورعاية أقراني .
شكرا لكم هذا أنا ، أكتب لكم كي تعرفونني أكثر ، أنا سفير السعادة والحب وملك القلوب أحبكم رغم اختلافي معكم وأعلم صدق نياتكم …. دمتم
