من انقلاب البلوغ إلى منع الرضاعة حولين ، فاختلاط الأنساب !!! – بوياي سيد أحمد اعل

بعد 18 عاما على نشأة الدولة الموريتانية الحديثة كان أول انقلاب عسكري 1978 على المختار ولد داداه ليتولى العقيد المصطفى ولد السالك سدة الحكم ، وبعد مُضِي سنة واحدة أزاحه أحد اصدقائه العقيد محمد ولد لُولي المدعوم حينها من المملكةالمغربية كان ذلك 1979م،لم تمت أحلام وطموحات أبناء المؤسسةالعسكرية الطامحين بوضع اليد على الحياة المدنية وتوجيه بوصلتها فقد حملت سنة 1980م هي الأخرى فى انقلاب عسكري المقدم محمد خونا ولد هيداله على سلفه وكما تجرع المصطفى ولد السالك مرارةالانقلاب على حكمه وكما تُدين تدان كما يقال فقد تذوق كل الانقلابيين نفس الكأس التى شرب منها المصطفى ،فبعد أربع سنوات من حكم ولد هيداله الذي كانت الجزائر تعتبره مقربا منها وذراعها العسكرية والمدنية أُطيح به 1984م من قبل العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع المدعوم والمباركِ حينها من فرنسا التى تعتبر نفسها وَصِيةً على مستعمراتها بحكم تاريخ التوسع الامبريالي البغيض والعلاقة الاستعمارية التقليدية فقد كانت ترى فيه ضالتها المنشودة ورَجُلها العسكري المؤتمن،كانت فترة حكم ولد الطايع اطول فترة حكم امضاها حاكم على هذه البلاد فقد حكم أكثر من عقدين من الزمن لِيُزاح هو الآخر 2005م في انقلاب عسكري ليتولى العقيد أعلِ ولد محمد فال قيادة المرحلة الانتقالية وختم فترة حكمه الانتقالية بتنظيم انتخابات فاز فيها أول رئيس مدنى سنة 2007م ولكن نشوة الفرحة بالحكم المدني وتوديع الانقلابات لم تدم طويلا ففى 6أغشت 2008 محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزواني يقودان انقلابا عسكريا على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله بحجةٍ يُفسرانها على أن الرجل عاجز سياسيا وأن الوضع السياسيّ يستدعي التصحيح وأما الأسباب المباشرة لذلك الانقلاب فبحجة أنه أقالهما من منصبيهما!!
تولى محمد ولد عبد العزيز حكم البلاد بعد أن خلع بدلته العسكرية ونظم انتخابات على فترتين متتاليين كلاهما يفوز فيها بالرئاسة ولما كان الدستور يمنع ترشحه لولايةثالثة ترشح صديقه ولد الغزواني ففاز هو الآخر
ولئن كانت نُظمت انتخابات فاز فيها ولد عبد العزيز فأنتهت مأموريتيه فخلفه ولد الغزواني في الحكم فى انتخابات ديمقراطية فإن مالايخفى على أي متابع للشأن السياسي في البلاد فإن موريتانيا وإن كانت قد وَدَّعت عهد الانقلابات العسكرية فإنها لم تستطع أن تتحرر من عقدة الحاكم العسكري بالزي المدني والفكر الثكناتى ولم تنجح فى إيصال رجل من رَحِمِ النضال السياسي المدني الناصع بعيدا عن شبهة استغلال النفوذ السياسي والعسكري والمال العام و وهو مايطرح سؤالا فلماذا منذ الانقلاب على المختار ولد داداه لايحكمنا إلا عسكري ولو بمسرحية مكشوفة كأن يستقيل أو يتقاعد من المؤسسة العسكرية، فهل أن النخبة المدنية لازالت عاجزة أم أن المؤسسة العسكرية لازالت تحرس القصر وتراقبه وترغب فيه وبالتالي لها اليد الطولى فى مآلات الانتخابات؟