النضال – مولاي مسعود –

النضال في أصله تعبير عن يقظة الحس والفكر كما أنه تعبير عن امتلاك مواقف واضحة وشجاعة ،كما هي مؤشر عن حياة الفرد الشخصية ثم الجماعية واستقلاليتها .
النضال مدرسة يتعلم فيها المناضل مبادئ الحوار والإنصات والتشبع بالمبادئ التي تخدم الصالح العام .مدرسة يتعلم فيها التفاعل مع التطورات ومستجدات المحيط بحس نقدي وخلفية تغييرية يستند الى مرجعية فكرية ومسلكية وسياسية وأخلاقية
النضال وظيفة ذاتية تلقائية لا تحتاج الى مناسبة فهو سلوك يومي دائم متواصل لا يتأثر أصله بتغيير المواقع التي يتبوؤها المناضل ولا ينتقص مع الترقي في أدراجها بل على العكس يصبح أكثر طلبا كلما احتل المناضل موقعا يمكنه من المساهمة في التاثير على القرار.
ولا يعني الانسحاب عن أي حراك مهما كان نوع من التراجع أو الانبطاح أو التخاذل والتذبذب في المواقف، بقدر ما هو نوع من الرجوع إلى الذات وتقيم المراحل التي مرت بها من سلبيات واجابيات.
كما أن الانسحاب عن الأشخاص لا يعني الانسحاب عن المبادئ الأساسية التي نجتمع ونتفرق من حولها وهي كما هي لا تتغير كما تتغير علاقة الأشخاص بها فمنهم من يعتبرها وسيلة لتحصيل الرزق ومنهم من يعتبرها وسيلة للضغط على الآخرين دون رؤية واضحة للحلول المناسبة، ومنهم من يقدسها ولا يسمح لنفسه بوضها خلف ظهره…
فالأشخاص تموت وتتغير أما المبادئ لا تموت ولا تتغير، ونحن نفضل تقديس المبادئ على الأشخاص، وهذا لا يفسد للود قضية.
قال تعالى
لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
صدق الله العظيم.