مقالات

من عقليات المجتمع الموريتاني (١) ..! -محمد سالم ولد الفراح

للمجتمعِ الموريتاني عادات وتقاليدٌ ضاربة في القدم ، ولهُ عقليات تضمحلّ وتتطور زمكانيا ، غيرَ أنّ السابرَ أغوار عقلياتِ المجتمع الموريتاني يجب أن يفصل بينها وبينَ عاداتهِ وتقاليده !.

هنَا سأفترضُ جدلا أنّ العادةَ والتقليد هما كلّ فعل أو طقس دأب الفرد على ممارستِهِ ، دون خوفٍ أو وجلٍ من عيونِ الناس و ألسنتهم ، أما العقليةُ فهي الفعلُ أو الطقس الذي يمارسهُما عقلُ الفردِ بإحتشامٍ وسحوةٍ لا إرادييْنِ تحتَ الظلامِ وخلفَ الستائرِ ، هاربًا من أعينِ الناسِ ومنزويا في ركنٍ بعيدٍ عنْ قالها وقيلها !.

خذْ هنا عقلية : اللّي أتولّ شي ظاكْ طعمتُو !.

●من تولى شيئا ذاقَ طعمهُ ، هي عقلية وعرفٌ توارثتهُ الأجيالُ جيلًا عن جيلٍ، حتى أصبحَ سنّةً حميدةً ، تُقاسُ شهامة ورجولة الرجل وحبه لمجتمعه بها !.

● تشجعُ هذه العقلية على السرقةِ وطول اليدِ في المال العامِ ، وهي فتوى يجعلها كل مسؤول فاسد على رقبة مجتمعهِ ويخرج سالما ، مرفوع الهامة ، محمودَ الفعلة !.

●ترسخُ هذه العقلية ، في عقول الأشبال أنّ السرقةَ ليستْ حراما ، وأن الغش فضيلة !.

تقفُ هذه العقلية حجر عثرة في وجهٍ كلّ تغيير ، وتجعلُ من محاربة الفسادِ مُستحيلًا !، وليسَ مُنكرا أنْ يُدافعَ أي مجتمع عن إبنه المسؤول الفاسد ، ويعتبر فساده تمييزا ضد المجتمعِ نفسهُ ومحاولةً لتشويهِ صورتِه أمام غُرباء الوطن الواحد (البَرّانيّينْ)!.

فكم من مجتمعٍ ذمّ إبنهُ المسؤول ، أنّهُ لا يحركُ الذباب عنْ فيهِ ؟ ، وكم من مجتمع وضعَ إبنهُ المسؤول فوق رأسهِ وسبّح وحمّدَ بفضلِ سرقته ، لأنهُ أتوَلل شي أُظاكو ؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق