رسالة عاجلة إلى الشعب الموريتاني و نخبه الطيبة* / سيدي علي بلعمش

أمر عادي بل أكثر من مألوف و معاش ، أن ترى عميلا لآل صهيون ، يتدثر بالإسلام و يبدأ كل حديث بالبسمة ، متظاهرا بأعلى درجات الاتكال و الخشوع : لا شيء يعجز حيَّلَ المنافقين !!
أمر طبيعي ، تكشف الحياة كل يوم عن عشرات أمثاله ، أن نرى مُتصهينًا (في مهمة مقدسة) ، يتظاهر بالتقوى و الأخلاق و الفضيلة !!
*لكن ما يحدث في بلدنا نحن ، تحار كل العقول في فهم معناه أو إدراك معنى معناه* :
يعلن بيرام نهارا جهارا عن ارتباطه العضوي بالمنظمات الصهيونية .
و يعترف باعتزاز و افتخار بعلاقاته الروحية الوطيدة بأهم منظري اللعنة الصهيونية ، بما يفسر بوضوح موقف عصابته المعلن ، من قضية غزة ، المنتصرة بإذن الله رغم أنوفهم ..
و تؤكد كل التقارير المحلية و الخارجية ، أن بيرام صناعة صهيونية خالصة ، لا هو يستطيع نكرانها و لا الوقائع المدعومة بالجوائز المفبركة و المعدة على المقاس و التقارير الموثقة و الاعترافات المسجلة ، تترك شكًا في حقيقة ما يدور في فضائها !!
كما تؤكد علاقته السرية (المعلنة) ، مع الإخوان حتمية اجتيازه بنجاح لكل امتحانات الطاعة و الوفاء لقدسية مهمته !!
و إذا كان فيكم من ما زال يشك في أن الإخوان صناعة بريطانية عالية الإتقان ، فهذا الكلام لا يعنيه !!
و إذا قال لكم إخواني بسيط ، إن التصديق بمثل هذا القول سذاجة و الرد عليه مضيعة للوقت ، ستظلمونه حقًا إذا لم تصدقوه !!!
القضية أعمق و أقدس و أخطر من أن تُدارَ بما يمكن أن يفهمه البسطاء !!
*ذلك هو انشطار الذرة الذي حَوَّلَ أصغر وحدة بنائية للعنصر ، إلى قنبلة نووية* !!
و لأن الموريتاني يولد مُفكِّرا و مُفتيا و محللا و مُحَرِّما و ناقدا و وسيطا دوليا و منظرا سياسيا و خبيرا استراتيجيا ؛ فكل من يركضون اليوم خلف بيرام يعون جيدا أنه عميل صهيوني راضع ، لكن الأمر :
ـ لا يمس دينهم !!
ـ لا ينقص من وطنيتهم !!
ـ لا علاقة له بحقيقتهم !!
ـ لا يعبر عن آرائهم !!
ـ لا يفسر سذاجة مواقفهم !!
ـ لا يلامس حقيقة إيمانهم !!
ـ لا يستحق البحث في دوافعهم !!
ـ لا يرقى إلى الاتهام بخيانتهم !!
فعلى من تضحك هذه الكائنات الغريبة !؟
ـ هل يكذبون على الله (جل و علا علوا كبيرا) ..
ـ هل يكذبون على الشعب !؟
ـ هل يكذبون على بيرام !؟
المشكلة هنا هي أنهم يكذبون على الجميع !!
أما الإشكالية فهي أنهم يكذبون حتى على أنفسهم !!
*لن أخاطب أيا من هؤلاء لأنهم ذهبوا بعيدا ، بعيدا ، بعيدا !!*
و إنما أؤكد لأبناء شعبنا الطيب ، أن من يمشي مع بيرام أو يؤازره أو يحالفه أو يجالسه أو يتعاطف معه أو يتفهم أسبابه أو يدافع بأي منطق عن أفعاله ، هو إنسان صهيوني مثله ..
مجرم في حق شعبنا مثله ..
مجرم في حق الفلسطينيين مثله .. مجرم في حق الإنسانية مثله ، تماما مثلهم (الصهاينة)!!!
حين أحرق ولد عبد العزيز و بيرام كُتُبَ الفقه المالكي (أكبر و أهم مدونة في تاريخ البشرية) ، كان على الشعب الموريتاني أن يُسقِط الاثنين و أن لا يخرج الشارع حتى يلقي بهما في المؤبد مع الأعمال الشاقة !!
و سنفهم اليوم ، بعد ما نشاهده من حول المُجرِمَيْن ، من “صحافة” و مرتزقة و عصبية جاهلية و أصحاب علَّافات ، أن ما حال حينها ، دون معاقبة الاثنين هو كان انتشار شبيحة الحركة الصهيونية في البلد ، على حين غرة من الجميع !!
كلكم شركاء في جريمة بيرام ، بعلم أو بغير علم . و سأقول بعلم و وعي و تحدٍ للجميع ، بعد نشر هذا المقال ..
كلكم تساهمون في نشر رسالة بيرام ..
*كلكم مطبعون مع الكيان بالقرار و النتيجة* ..
كلكم تقتاتون على دماء أطفال غزة بما تجنون من الانتماء إلى هذه العصابة المجرمة و بما تحلمون أن تجنوه ، كل على طريقته !!
على حزب الصواب أن يعقد اجتماعا تأديبيًا لبيرام و يطرده مع كل عصابته و يعتذر باكيًا للشعب الموريتاني ، إذا كان يريد أن يظل حزبا وطنيا يستحق الاحترام !!
و على من يمشون على الحبلين من أدعياء الصحافة و النخب المزورة ، باسم مهنية هم آخر من تعنيهم و ديمقراطية هم أكثر من يسيء إليها ، أن يفهموا أن الخيانة لا يمكن أن تكون وجهة نظر .. أن حقيقة بيرام لم يعد يُمكن تأويلها و لا تفسيرها بغير ما تعنيه بالضبط ..
إن غزة التي صنعت “الربيع الأوروبي” ، لن تهزمها عمالة بيرام ، لكن مسؤوليتنا التاريخية تلزمنا بتسجيل هذا الموقف و هو أمر لا يكتمل دون توضيح كل أسبابه و كل ذئابه و كل حملة نقابه !!
- على السلطات اليوم ، أن تحارب بأعلى درجات الجدية و الحسم ، هذا الحراك الصهيوني النشط ، المنبوذ من شعوب العالم أجمع ، بما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية في كل مكان ، رافضا أن تكون له حدود جغرافية أو ميثاق أو أي قيد يلزمه باحترام أيِّ قانون أو معاهدة أو أخلاق أو أي مُثُل مشتركة مع أي شعوب الأرض ، *تماما كما تقرؤون بوضوح من سلوك و ابتذال هذا الدعي الحقير* (…).

