خطة “مرض الرئيس السابق”: تكتيك في مواجهة القضاء
في تطور مثير، وبعد صدور حكم بالسجن خمس سنوات على الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بتهم فساد، فتح الملف مجددًا أمام محكمة الاستئناف، لتتخذ القضية منحى غير متوقع.
ففي الوقت الذي استأنفت فيه النيابة الحكم لاعتقادها أن العقوبة لا تتناسب مع الجرم، قدم فريق الدفاع استئنافًا معارضًا، معتبرًا أن العقوبة أكبر من حجم التهم.
وفي خضم هذا الجدل القانوني، بدأ المحامي البارز والسياسي المعروف محمدن ولد الشدو في إعداد خطة محكمة للدفاع عن موكله.
ووفقًا للمصادر، فإن الخطة ترتكز على ما يمكن وصفه بـ”التحرك الذكي”، بهدف تحقيق مكاسب قانونية وإعلامية.
#الخطة: حضور ثم غياب مدروس
تقوم الخطة، التي جرى الاتفاق عليها مع الرئيس السابق، على حضوره جلسات محكمة الاستئناف في البداية، خاصة خلال فترة الاستماع له، حتى يسهب في الكلام ويقول كل مايريد مما يصلح للإستهلاك الإعلامي؛ لكن مع فتح باب الترافع أمام النيابة، سيختفي ولد عبد العزيز عن المشهد بحجة “تدهور حالته الصحية”، ليغيب عن بقية الجلسات.
هذا الغياب سيستغل لتحريك وسائل الإعلام وإطلاق حملة تعاطف واسعة، تسلط الضوء على “ظروفه الصحية الصعبة” وتدفع الرأي العام للضغط على القضاء.
الهدف من الحملة هو خلق زخم شعبي يضع المحكمة في موقف حرج، ويثير تساؤلات حول طبيعة المحاكمة.
#أهداف متعددة للخطة
بحسب التحليل، فإن الرئيس السابق سيحقق مكاسب واضحة في كل الأحوال:
– إطلاق سراح لدواع صحية، في حال اقتنعت المحكمة بحالته الصحية، قد تضطر للإفراج عنه.
– تحقيق مكسب شعبي: حتى لو استمرت المحاكمة، فإن التعاطف الشعبي قد يُقنع شريحة واسعة من المواطنين بأنه مستهدف سياسيًا، وليس مذنبًا بالتهم الموجهة إليه.
#معركة إعلامية وقانونية
يبدو أن المعركة لن تكون مقتصرة على أروقة المحاكم، بل ستركز على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد بدأ فريق الدفاع بالفعل في التواصل مع شخصيات إعلامية ومؤسسات مؤثرة لدعم موقف الرئيس السابق، ما يعكس تحركًا منسقًا لتحويل القضية من شأن قانوني إلى جدل شعبي وسياسي.
#ردود الأفعال المنتظرة
هذه الخطة، التي بدأ تنفيذها، ستثير بلا شك ردود أفعال واسعة، سواء على مستوى النيابة العامة أو الشارع الموريتاني.
وبينما يُنتظر أن تشدد النيابة على متابعة القضية حتى النهاية، سيبقى الرأي العام في موريتانيا متابعًا بشغف لهذه المحاكمة التي قد تشهد تطورات غير متوقعة في الأيام المقبلة.
والسؤال المطروح: هل ستنجح خطة “مرض الرئيس السابق” في تغيير مسار القضية؟ أم ستُواجه بتصعيد من القضاء والنيابة؟
#ذكدو