الفئوية نهج محكوم عليه بالفشل.

بيرام الداه أعبيد ليس إلا واحدًا من سماسرة الحقوق الذين حوّلوا القضايا الإنسانية الشريفة إلى أسواق للمساومة والابتزاز. لم يأتِ الرجل يومًا بمشروع وطني ولا برؤية جامعة، بل صُنع وصُدِّر إلى الساحة السياسية كأداة جاهزة للصدام والتشويش، ثم تُرك اليوم ليواجه نهايته وحيدًا.
هؤلاء السماسرة، بيرام أحد أبرز وجوههم، لم يتركوا قضية إلا واستثمروها لمصالحهم الخاصة. باعوا الوهم للناس، وزرعوا الشكوك بين الأسر، وأشعلوا نار الفتنة بخطابات عنصرية، ثم جلسوا على موائد التمويل والدعم الخارجي يتقاسمون الغنائم.
اليوم بيرام يبدو كـ”الديك في آخر لحظاته”؛ صراخ مرتفع، لكنه بلا أثر. الجماهير التي خدعها في البداية انفضّت عنه، ولم يبق حوله سوى حفنة من المرتزقة. الصناديق فضحته، والساحات خذلته، وفشله في حشد مائة شخص أكبر شهادة على أن مشروعه انتهى وأن من صنعوه أغلقوا صفحته.
الموريتانيون – في المدن والقرى – لم يعودوا ينظرون إلى بيرام إلا كرمز للخوف والفتنة وعدم الاستقرار. بل إن سقوطه اليوم هو سقوط مدرسة كاملة من تجار المآسي وسماسرة الحقوق الذين اعتقدوا أن الشعوب تُشترى بالشعارات.
لقد انتهت اللعبة، وبقيت الحقيقة: أن النضال الصادق لا يُقاس بالصراخ ولا بالخطابات الملتهبة، بل بالمشاريع الحقيقية التي توحّد ولا تفرّق، تبني ولا تهدم. وما بيرام إلا صفحة سوداء طُويت، ومعها طُويت أكذوبة من صنعوه وروّجوا له.
د.محمدعالي الهاشمي
 
					 
					 
					
