مقالات

حرباء إيرا ؟!

عرف النائب بيرام بخطه الراديكالي وكرهه للنظام الحاكم ولكل من يتوافق معه أو قد تجمعه رابطة به ودعا في إحدى خرجاته بأن ما يوجد في موريتانيا هو نظام لابرتايد العنصري، فهاجم شريحة من شرائح هذا المجتمع ،وأحرق قبل ذلك كتب المالكية ومختصر الشيخ خليل، وأعتبرهم منافين للملة والدين ومثبتين للعنصرية وظلم عنصر من مكونات هذا الشعب لغيره المختلف معه في اللون والمتحد مع في الثقافة والدين .

ونسي النائب دوره الريادي وعمله مع هذا المكون العنصري حسب قوله حين شغل في انتخابات 2007 منصب إداري في حملة المرشح والوزير الأول السابق الزين ولد زيدان ، وكأن النظام يومها لم يكن مستبدا أم أن الزين ولد زيدان ليس من العنصر الذي يعتبره _حسب هواه_ عنصري ورجعي.
تمسك بيرام ولد الداه ولد اعبيدي بخطابه و أكد لمناضليه ومن يتبعه بأن هذه الدولة ستظل ظالمة مادامت حكومتها ورئاستها بيد مكون من لون واحد ، ضاربا عرض الحائط حقيقة تشارك السلطة بين الجميع وأن الحكومة مشكلة من أعراق موريتانية الجمة وليست من عرق واحد.

سجنه النظام العزيزي مرات عديدة ولم يثنه ذلك ولم يزعزع عزيمته ظل متمسكا بخطابه العنصري ، و ترشح مع ولد عبد العزيز في الانتخابات الرئاسية 2014 حين قاطعت المعارضة وحصل على المرتبة الثانية وسخر من المعارضة حينها حيث أعتبر بأن خطابه كان أكثر إقناعا من تلك المعارضة الرديكالية التي سيطرت على الساحة من بداية التأسيس ، هاجم النظام وكل من يمثله وحمل أجيال جديدة مشاكل أجيال سبقتها وظل على ذلك حتى تغير المنهج وأرتمى في حضن حزب ذا مرجعية فكرية (حزب الصواب) ، وكان ذلك من أجل الدعم والمساندة في الانتخابات، وترشح للنيابيات وحصل على مقعد، وهو في السجن ودخل قبة البرلمان وهاجم وزراء النظام، ليغادر بعد ذلك ويغيب عن موريتانيا بعد ترشحه للرئاسيات وخسارته أمام مرشح الإجماع الوطني الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني .خرج بعد ذلك في إجازة رفقة أسرته وأبتعد عن الأنظار ولكن لم يغير خطابه وظل مناهضا لحكم منافسه حتى قبل آخر زيارة قام بها للإذاعة الوطنية حيث أثنى على الحكومة وعلى النظام الحالي وهو القائل قبل ذلك بأيام: أن المؤسسات الموجودة الآن هي مؤسسات عرق واحد ولا تهمه ولا تهم شريحته وأن التحقيقات التي قامت بها اللجنة البرلمانية هي خاصة بشريحة البيظان فقط ، فشريحته هو مغيبة تماما ولا تمثلها لا مؤسساتها ولا إدارتها ولا اقتصادها.
فكيف يتغير الخطاب بين عشية وضحاها ؟ ماذا قُدم للنائب بيرام حتى يغير خطابه؟ ولماذا يتم استقباله في المؤسسات العمومية استقبالا رسميا دون غيره من النواب الذين برهنوا على إخلاصهم وحبهم لخدمة المواطن ؟ لماذا ينصب الإعلام كله نحو نشاطات بيرام دون غيره وهو النائب الذي يتغيب دائما عن جلسات الجمعية العامة ؟ وهل هناك تفسير لغيابه عن تلك الجلسات؟ ولماذا جل قيادات حركة إيرا انشقت عنها واختار كل منهم طريقه ومنهجه؟ هل بيرام اليوم يطمح للتعيين لذلك غير من نمط تعاطيه مع الحكومة ،كما تغير الحرباء لونها حسب المكان وعواملهِ الخارجية ؟ وهل الدولة راضية عنه حتى يستقبل في مؤسسات حكومية وتقدم له شروحات حول عملها؟

إليكم آخر تصرحيات النائب بيرام مع فرق يومين فقط .

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق