مقالات

الإصلاح المنشود والتسريب المشهود – الشيخ عبد الله آبدة –

على أديم أرض يتلوا شعبها أناء الليل وأطراف النهار كتاب الله ويتدراسونه بينهم ويتنافسون في الطاعات وحفظ المتون ، يمرون على قوله جل من قائل في كتابه العزيز
{ ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا آماناتكم وأنتم تعلمون} صدق الله العظيم ،
تناسى هؤلاء أو أُغْفِلت قلوبهم عن تدبر هذه الآية وأغواهم شيطانهم وزين لهم خيانة الأمانة وبيع الضمائر وكنز المال وجعله الغاية ، ومن اجل الظفر به تهون الأخلاق ويهون الدين ، بدأت الحكاية مع بداية الألفية الجديد وبالتحديد في عام 2000 حيث شهدت هذه الأرض أكبر فضيحة مدوية و عملية دخيلة على مجتمع عرف بنزاهته ورفضه كل الظواهر التي تتنافى مع أخلاق الجدود وإرثهم وكأنهم ليسوا من بني جلدتنا ، غرباء بفعلهم الشنيع ، تسريب وضيع من أستاذ الأحرى به أن يكون رفيع ، وأن لا يدنوا من كل أمر ينقص من شانه ومن شان اقرانه وكل ذلك في سبيل أن يحصل على أوقيات زائدة غير آبه بسمعة وطنه وسمعته هو ومن على شاكلته ، أكتشف حينها التسريب في بادئ وقته وعوقب البعض وأقيل حينها مهندسه الأول وزير التهذيب في تلك الفترة كون ابنته كانت المستفيدة الأولى من ذلك التسريب دون مقاضاته أو متابعته وأخُذَ الأستاذة كأكباش فداء لكن سرعان ما أعيدوا للخدمة وللتعليم ومازال يزاولون خبثهم حتى الساعة وكانت تلك بداية ترسيخ مفهوم تسريب الإمتحانات.
منذ تلك الفاجعة ، بدأت عمليات التسريب تتابع ولكن بطرق أخرى غير تلك المعهودة وفي كل عام تتجدد الوسائل فمن شراء لذمة الأساتذة والمراقبين وشرطة المراكز إلى إدخال للهواتف.
و في عام التعليم بالتحديد وتهليل به وتسبيح وحمدٍ لولي النعمة إبانها ، فوجئ الجميع بتسريب لمواضيع مسابقة الباكلوريا ليكون رد الحكومة بأن الخطأ لم يكن مقصود وليس للأساتذة دخل فيه لتتم إعادة موضوع الفيزياء المتداول عبر الوتساب .
كل تلك التسريبات كانت تطال مواضيع الباكلوريا ولكن في سنة الجائحة بالتحديد انتقل فيروس التسريب من الكبار إلى صغار ، موضوع مادة اللغة العربية الخاصة بشهادة ختم الدروس الإبتدائية يتم تداوله في ليلته ويتم حله من قبل من عُهِدَ لهم بتربية الأجيال وترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة متناسينا بأن تعليم التسريب للقصر كنقشه لهم في الحجر وأنهم بذلك يسعون إلى تدميرهم وغرس في عقولهم جعل ظاهرة الغش والتسريب وجعلها ظاهرة عادية بنسبة لهم . دون أن يتذكروا قول الحبيب المصطفى في الحديث الذي رواه الطبراني: (من غشنا فليس منا ، والمكر في الخداع في النار) .
وبأنهم بذلك قد ظلموا من كدو ، و جدو ، وتعبوا ، واستعدوا ليوم فيه يُكرم المرء أو يهانَ.
لذلك طالب الجميع بمحاسبة الضالعين في التسريب.
تسريب يهدم أسس التعليم ويحطم آمال التلاميذ وعدم مساواتهم في الظروف وفي ضغط الامتحان .
كما طالبوا بأقصى العقوبات والفصل التعسفي لكل من خان الأمانة وسرب مذكرين السلطات بقوله جل من قائل {وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24)} .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق