رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني

الموضوع: استغلال تجربة أبناء الوطن من الجاليات الموريتانية في دعم وتنمية الوطن
فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتشرف بمخاطبتكم اليوم برسالة مفتوحة تحمل في طياتها تقديرنا الكبير لحرصكم الدائم على تطوير وطننا العزيز واستثمار كافة الإمكانيات المتاحة لبناء مستقبل مشرق لموريتانيا. كما تعلمون، قد أصدرتم خلال لقائنا الأخير في واشنطن قبل شهرين تعليمات واضحة وصريحة بأهمية استغلال تجربة أبناء الوطن من الجاليات في بناء ونمو الوطن، وهو توجه نتابعه باهتمام كبير وتقدير عميق.
لقد أثار فينا ارتياحاً بالغاً ما صدر من توجيهات من معالي الوزير الأول ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، حيث أكدوا على ضرورة الإسراع في تنفيذ هذه التعليمات. ويُعَدُ إعلان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج عن تنظيم أول منتدى للجاليات الموريتانية في الخارج خلال الفترة ما بين 13 إلى 15 نوفمبر 2025 بالعاصمة نواكشوط خطوة مهمة على طريق تحقيق هذا الهدف الوطني النبيل.
فخامة الرئيس،
إننا نثق تمام الثقة في إرادتكم السياسية الصادقة لاستغلال خبرات أبناء الوطن من الجاليات، ونتمنى أن لا تبقى توجيهاتكم مجرد كلمات على الورق، بل تتحول إلى واقع ملموس يُسهم بفاعلية في دعم التنمية الوطنية. فهؤلاء الشباب الذين يعيشون في دول متعددة يمتلكون مهارات وخبرات تقنية وإدارية وعلمية وثقافية متميزة اكتسبوها من خلال تجاربهم في بيئات متطورة، فضلاً عن قدرتهم على التعامل مع تحديات ومشاكل أسواق متنوعة ومتجددة. ولا شك أن هذه الخبرات تُعد موردًا استراتيجياً ثميناً ينبغي للدولة استثماره بحكمة.
ومع الأسف، ما يلاحظه الجميع هو غياب سياسات واضحة ومخططات مدروسة لاستقطاب هذه الكفاءات الوطنية وتوظيفها في مشاريع التنمية الوطنية. وهذا الوضع يؤدي إلى خسارة فرصة هائلة لنقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى وطننا، كما يخلق حالة من التهميش والإحساس بعدم الانتماء في نفوس العديد من أبناء الجاليات، الأمر الذي قد يضعف ارتباطهم بوطنهم الأم ويحد من مشاركتهم في بناء مستقبله.
في المقابل، نشهد كيف تعتمد كبريات الشركات والمؤسسات الدولية على أبناء الجاليات الموريتانية وتمنحهم فرصاً ومهاماً قيادية تعكس ثقة عالية في كفاءاتهم. وهو دليل قاطع على الإمكانات العظيمة التي يتمتعون بها والتي يمكن أن تساهم بشكل فعال في تعزيز ديناميكية اقتصادنا الوطني. ومن هنا، أرى من الضروري أن تتخذ الدولة إجراءات عملية لتوفير بيئة محفزة تشمل الدعم، والتشريعات المناسبة، وخلق فرص عمل، وكذلك بناء منصات تواصل فعالة بين أبناء الوطن من الجاليات والقطاعات المحلية المختلفة.
في الختام، أود أن أدعو فخامتكم ومعالي الوزير الأول إلى التفكير الجاد والمستمر في آليات دمج أبناء الوطن من الجاليات في خطط التنمية المستقبلية، وبناء جسور تعاون قوية معهم لتعزيز الاستفادة من تجاربهم وقدراتهم لخدمة وطننا العزيز. إن استثمار هذه الموارد البشرية المتميزة هو استثمار في مستقبل زاهر لموريتانيا ولأجيالها القادمة.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير،
المهندس محمد المختار الطيب



