12/12 – الشيخ عبد الله أحمد آبده

لكل منا نظرة مختلفة للأشياء ، وحكم مختلف على الأشخاص والأمور ، لذلك جعل الله اختلافنا رحمة ، كما جعل إختلاف العلماء في الأحكام الشرعية رحمة لعباده وتيسيرا لهمهم وانشغالاتهم.
في عالم واحد نختلف في كل شيء ، في اختيار الملابس ، في الأذواق ، وفي الأحكام ، في الدفاع عن الوطن وحتى في الإختصاصات واختيار الميول السياسي والأحزاب والإيديولوجيات.
في موريتانيا ظل الأمر كذلك ومازال ، حين بدأ الرئيس المختار ولد داداه في وضع اللبنة الأولى لهذه الدولة الناشئة وجد من أختلف معه في الطرح والرؤية ، ولكن لم يقف ذلك عائقا في سبيل المختار بل ظل عاكفا على عمله مستمرا فيه حتى انقُلِبَ عليه ، لتدخل موريتانيا في دوامة الحكم العسكري وتظل من انقلاب لآخر ومن فكرة خلاص إلى أخرى وفي 12 دجمبر1984 بالتحديد كان المنعطف ، انقلابا عسكريا برؤية خلاص وطني حسب القائمين عليه بطله عقيد في الجيش الوطني ، ليبدأ تاريخ موريتانيا الحديث معه ، ألا وهو دمقرطة موريتانيا، و ظهور أحزاب حقيقية مناوئة له ولنظامه تنافسه تارة ، فتضعفه حينا ويضعفها أحيانا ليستمر حكمه عشرون عاما ، نافح فيها عن الوطن وهتك ستر الطامعين والناقمين على وجود جمهورية إسلامية موريتانية ، لم يخف قط ، قاتل السنغال وصافح إسرائيل في سبيل إضعاف حلفاء السنغال من الأوروبيين وحماية وطنٍ المَاكِرُونَ به كثر ، رسخ القبيلة وتقاسم كعكة الوطن بين الأقوياء ولكن ظل للضعيف نصيب من وطنه يلقاه دون طلب .
لم يترك الرجل الجهل والأمية تعصفان بالوطن شكلا لا مضمونا بل قاومها من خلال إطلاق حملات شاملة في كل الوطن تدعو للتمسك بالكتاب وجعل في كل مقاطعة دارا للكتاب لتصبح في عهد غيره مركزا لإحصاء المواطنين .
ذاك هو الرئيس الأسبق ، القائد الملهم المخلوع معاوية ولد سيد أحمد الطايع مهما أختلفنا معه ، يظل قائدا وصانعا لمجد ، ساهم قدر المستطاع في كسر أيادي كانت تطمع بتدمير هذا الوطن وقتل شعبه ، ووضع فكر للبناء أصبحت سرابا.