مقاومة موريتانيا بين الحقيقة والزيف – محمد الأمين ولد سيد أحمد لعل

تتباهى موريتانيا هذه الأيام وتفتخر بمرور 60 سنة على إستقلالها عن الدولة الفرنسية بفضل مقاومتها التي تميزت عن نظيراتها في المنطقة بأنها كانت هبة جماعية وكانت قياداتها من علية المجتمع وأنها الوحيدة في غرب إفريقيا التي استطاعت القضاء على رأس الحربة في الاستعمار (الإداري كبلاني 1905 )رغم بدائية الأسلحة وشحها مقابل وفرتها لدى الخصم لكن قوة الإرادة والشكيمة اللتين تمتلكهما المقاومة جعلتهم يغيرون على الثكنات الفرنسية ويشعلون حربا في كل المناطق رغم ترامي أطرافها وصعوبة مجالها الجغرافي الذي لا يخصع لأي سلطة مركزية لكن لسان حالهم يقول سنبقى نصون حماك الذي بغير حماه يموت الفداء. فخلدوا بذلك صفحات مشرقة من التاريخ مهدت لميلاد أمة وتأسيس وطن يتفق الجميع عليه بغض النظر إنتمائهم الايديولوجي والسياسي ،لكنه في ظل إهمال متعمد من الدولة وتقاعسها عن تبني مشروع فكري وإرادة جادة لإستنطاق أحداث التاريخ وإعادة كتابتها وذلك بإشراك أهل الميدان والتخصص مما أدى إلى جعل موضوع المقاومة مادة إعلانية وسفينة يركبها المتزلفون الراغبون في التقرب من السلطان وزمرته خاصة في هذا الشهر الذي يغالَط فيه الرأي العام حول المقاومة خاصة بعد إعلان الرئيس الأسبق المطالبة بإعادة كتابة التاريخ والتي جعلها البعض فرصة لكتابة تاريخ غير موضوعي وأناني وحيد المصدر بل عديمه جهلا أو تماديا منه .
ولعل الندوة التي نظمتها الجهة التي تعتبر نفسها وصية على المقاومة وحكرا عليها في قناة الموريتانية خير شاهد على ذلك والتي قال فيها المحاضر “إن التيار الآخر المسالم الذي لم يقاوم وعنده مسوغاته الدينية والأخلاقية والتي يجب علينا أن نحترمها له “انه ليس منا ولا يعنينا”
فإذا كان هذا هو التوجه الجديد المعلن نحو إعادة كتابة التاريخ فمن الأحسن أن يبقى التاريخ كما كان مكتوبا ؟