صوت الشعب ينعي ولد الشيخ عبد الله – ويعد تقرير من لحظة رحيله حتى دفنه-

عين بكت وقلب تحسر دموع تنهمر على الخدود ، انتظر الجمع الغفير الذي لم ينم منتظر طلوع فجر يوم عصيب ، ليودع أخا ، أبا ، وزيرا ، رئيسا وشيخا أحبه وكان له في تاريخ وطن هذه الأمة بصمة منذ توليه المسؤولية في حكومة الرئيس المؤسس مخطار ولد داداه غفر الله ، نعم بتنا في كمد وباتت عين المحبين سهرانة تنتظر يوم الوداع ، يوم الحزن الأكبر يوم وداع شيخنا ورئيسنا سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله غفر الله له .
وأذن مؤذن في الأمة أن الصلاة على المرحوم ستكون في جامع ابن عباس على تمام الساعة التاسعة والنصف ليصل الجمع قبل الجنازة وقبل الوقت المحددة منتظرين بحسرة وكمد لحظة الوداع وما أصعبها من لحظة وداع رجل وضع لبنة في بناء وطن وخرج من عالمنا الكئيب متمسكا بمبادئ وأخلاقها ونقاء قلبه ، نعم خرج ولد الشيخ عبد الله كما قال يوم استقالته من منصبه وحافظ على نقاء قلبه وحسن أخلاقه وسيرته :(لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .وثقوا أنني سأخرج كما دخلت، سليم القلب ، لا أضمر الحقد لأي موريتاني، وأتمنى للجميع كل الخير ).
بتلك الكلمات ختم الرئيس الأسبق غفر الله له استقالته وخرج من السياسة كما دخلها نقي القلب ، بعد أن سامح الجميع في حقه ، لم يحمل قط حقد ضد من أقالوه ولا من حاول تشويه اسمه واسم عائلته، اليوم خرج هو من هذه الدنيا كما دخلها سليم القلب .
أقيمت الصلاة على جثمان الفقيد في مسجد بن عباس على تمام الساعة العاشرة تقريبا، وودع وداع رسميا وشعبيا ، وقد حضره جل أعضاء الحكومة الموريتانية وقادة الجيوش وعلى رأسهم رئيس الجمهوية محمد ولد الغزاوني ، واختير ليؤم الناس على جثمان الفقيد الدكتور الشيخ التيجاني ولد الشيخ عبد الله ، بعد ذلك تحرك الموكب لينقل فقيد الوطن والأمة إلى آخر مدينة سيوارى جثمانه الطاهر فيها الثرى مدينة لمدن الحبيبة ، التي نشأ فيها وفيها ضريح والدها الشريف الشيخ عبد الله ولد الشيخ عبد الله.
وصل جثمان الرئيس الأسبق الراحل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مدينة لمدن ، مسقط رئيسه ومدينة أهله وأحبته ظهر اليوم بعد أن جهز له كل التجهيزات الخاصة بدفنه ، ليكون ضريحه الطاهر بالقرب من ضريح والده الشيخ الزاهد ، العارف بالله الشيخ عبد الله ولد الشيخ عبد الله .
بذلك تكون صفحة الرئيس الأسبق ولد الشيخ عبد الله طويت وأكتملت كتابة سطورها وتبقى تاريخ يروى للأجيال ، أول رئيس مدني يغادر السلطة طواعية وينتقل عن عالمنا الكئيب ويودع شعب بأكمله داعيا له الله أن يغفر الله ويرحمه ويجعل مثواه الجنة .