الأخبار

اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين يصدر بيانا يستنكر ويشجب فيه كلام الرئيس الفرنسي ويطالب بمقاطعة وزارة الثقافة الفرنسية

(إنا كفيناك المستهزئين) صدق الله العظيم

من المحزن حقا أن تتحول بلاد الأنوار، ومأوى اليونسكو، بلاد ديكارت ومونتسكيو كورناي و هوكو وفولتير وديدرو ولامارتين، وجان جاك روسو.. إلى أرض لاتعرف للرأي الآخر، ولا للاعتقاد الآخر، ولا للشرائع السماوية المخالفة،ولا للتسامح مع الآخر سبيلا، أو احتراما.
فقد أعلنت أعلى سلطة في البلاد ممثلة في رئيسها، عن كراهيتها الصريحة للإسلام، وتبنيها رسميا للإساءات الموجهة لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، وهو الذي كان رسولا برسالة إخاء عظيمة تحترم كل الشرائع السماوية التي نزلت قبلها، ومصداق ذلك في القرآن الكريم أكثر من الحصر فعن الأنبياء: (.. وموسى وعيسى وما أوتي النبيئون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له له مسلمون)، والرسل: (لا نفرق بين أحد من رسله). ثم فائق الإنصاف في قوله تعالى: ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لانعبد إلا الله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون). وجعل الحاكمية لله عدلا من رب العباد: (ويوم القيامة يحكم بينكم.).
ومع يقيننا أن محمدا صلى الله عليه مكفي من كل مستهزئ قديم وحديث: (إنا كفيناك المستهزئين.). قرآن كريم؛ فإننا في اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين:
1- نشجب بأقوى العبارات التصريحات المسيئة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ايمانويل مكروه ضد الإسلام من حيث هو دين سماوي و شريعة عادلة وعقيدة موحدة، وعن نبي الإسلام المكرم من حيث هو نبي الهدى.
2- نستنكر ونستهجن موقف الحكومة الفرنسية المتعصب تعصبا عنصريا أعمى لصالح رسام أساء لربع البشرية في أقدس أقداسها، دون اعتبار لما يترتب على هذا الإجراء الشنيع من تفريط في مصالح فرنسا وسمعتها ولا لما يمثله من خروج على كل القوانين والشرائع والأخلاقيات الإنسانية، استهتارا حتى بما سنته محكمة العدل الأوروبية السامية والمحاكم الفرنسية من تجريم النيل من الأديان ورموزها ومقدساتها.
3- ندعو الأمة الفرنسية العريقة، نخبة وجماهير، كتابا وصحفيين وقادة رأي، متدينين وغير متدينين، إلى التبرؤ من الإهانة الجارحة التي وجهها رئيسهم لربع سكان المعمورة؛ ثم نهيب بهم أن ينددوا بموقف الحكومة الفرنسية العدواني من الإسلام؛ باعتبار أن اعتداءهما موجه للحياء البشري والألفة الإنسانية عامة.
4- نحث الرئيس والحكومة الفرنسيين على تقديم اعتذار رسمي وعاجل لكافة المسلمين، يناسب حجم الخطيئة التي المقترفة تجاههم. وتصحيح المفهوم الخاطئ لحرية التعبير والرأي، فالحرية تتوقف عندما تمس من الآخرين، حسب ماتعلمنا من منتسكيي والأنواريين الفرنسيين.
5- ندعوا كل كتاب العالم لتقديم رؤية متكاملة تميز بين عنصرية الفكر وحرية الرأي. ولايكون ذلك إلا بعقد عالمي لاحترام الإنسان في كل خصوصياته الدينية والفكرية والثقافية؛ سبيلا لترسيخ التعايش البشري. ونندد لذات السبب بأي إرهاب موجه للإنسان أيا كان انتماؤه الديني أو الحضاري أوالجغرافي، سواء كان إرهابا ماديا أومعنويا.
6- في حالة عدم الاعتذار العلني للمسلمين عن الإساءة و إصرار مكروه وحكومته على إهانة الإسلام ونبيه ندعو الى رفع دعوى قضائية ضد مكروه أمام القضاء الفرنسي والمحكمة الأوروبية السامية على جناح الاستعجال.
7- ندعو إلى مقاطعة وزارة الثقافة الفرنسية باعتبار وزيرها عضوا مشاركا في الأساءة مع حكومة مكروه، وكذلك ندعو لمقاطعة كل أديب أوفنان أومثقف فرنسي أوغيره يؤثر عنه تأييد الإساءة على الإسلام ونبيه من طرف الحكومة الفرنسية.
كما ندعو المسلمين إلى مقاطعة كل ما يخدم هذه الحكومة المسيئة على جميع المستويات (الصناعات والعقود الاستخراجية، والبضاعة.. في حالة عدم اعتذارها العلني وتراجعها الصريح عن كل الإجراءات ذات الصلة بإهانة الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم.
8- ندعو كافة المسلمين عبر العالم للاطمئنان إلى حقيقة أن الله كفى رسوله الكريم أي مستهزئ، بصيغة الإطلاق، كما ندعوهم إلى الإكثار من الصلاة عليه، (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.)
صدق الله العظيم وكذب المستهزئون أيا كانوا وأينما كانوا.

الدكتور محمد ولد أحظانا
رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق