الأخبار

طبيب الغلابة في ذمة الله.

عين تبكي هنا وقلب يتحسر هناك ودموع تنهمر لا يمكن حصرها ولا إيقاف تدفقها بعد أن فجع الفقير الغلبان وأعلن له عن وفاة طبيبه الذي ضحى بحياته ورفض كل الفرص التي قدمت له ليصبح ثريا ويترك أحياء الصفيح وعيادته الخاصة التي أنشأها من حر ماله ورفض مرارا وتكرارا كل تلك الهبات والمساعدات التي قدمت له وقال في آخر لقاء له بأنه لو كان يريد المال والثراء لأصبح ثريا ولكنه رغب في تجارة مع ربه وعاهد نفسه أن يضحي بذاته في سبيل تمريض وعلاج من لا يجد مالا ليتعالج .
هكذا تربى صاحبنا وصاحب كل فقير وغلبان على محبة الآخر وأن يساعد من لا يجد ومن ليست لدي القدرة للعلاج فكان هو رحيما بهم يقدم لهم الرأفة والرحمة والعلاج فطوبى له وطوبى لمن رباه.
قال رحمه الله “اكتشفت بعد تخرجي أنَّ أبي ضحّى بتكاليف علاجه ليجعل مني طبيباً.. فعاهدت الله ألّا آخذ قرشا واحداً من فقير أو معدوم”
بهذا القول عاهد نفسه وهكذا لقي ربّـه
إنّـه د. محمد مشالي ” طبيب الفقراء ” أو كما يُسمّى في مٌِصـر ” طبيب الغلابة ”
تخرج من كلية الطّب في جامعة القصر العيني عام 1967و حاز الأول على دفعته بنسبة 99.3%.

عالج الفقراء منذ 50 سنة مجاناً في عيادته في طنطا-مصر بل ويعطيهم المال أيضاً لشراء الدواء ولا يأخذ سوى 10 جنيهات (أقل من دولار واحد )مقابل الكشف للمرضى القادرين مادياً .
يصطف مئات المرضى يومياً أمام عيادته المتواضعة و يعمل الدكتور محمد 10 ساعات يومياً من الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 7 مساءً ليعالج أكبر عدد من الناس .

د.محمد مشالي لا يملك سيارة ولا حتى هاتف خليوي يسير من منزله الى العيادة سيراً على الأقدام رغم أن عمره بلغ 80 عاماً.
حتى عندما سمع أحد أثرياء الخليج عن قصته تبرع له بــ 20 ألف دولار و أهداه سيارة رأفةً بحاله لكن بعد سنة اكتشف فاعل الخير عند عودته لمصر أنّ محمد وزع المال على مرضاه الفقراء وباع السيارة ليشترى أجهزة تحاليل ليحلل لمرضاه مجاناً .
أعلن اليوم في مصر عن وفاة الدكتور محمد مشالي تاركاً أثره الطّيب بعد نوبةٍ قلبية ألمّت بـه.
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم إدارة صوت الشعب بتعزية الفقراء في كل شبر من هذا العالم في وترجوا من الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويجعل مثواه الجنة

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق